الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

يا فارس الشـــعـــر


يا فارس الشعــر قل للشعر يسقينا             ماء المعاني فالأشــواق تُظمينـا

إن أشعل البعدُ ما في القلبِ من ولهٍ            فعسى القوافــي بالأوهـام تُسلينا


وإن يهيمُ ببحر الحُـــــــبِّ زورقُنا              فبأبحر الشعرقد نَلقَى مراسينــا

وإن غرقنا بقاع البحــــر من تعـبٍ            فقد نظَمنــــا بأيدينــــا مراثينـــا

إني شُغلتُ بمحبـــوبٍ وأحسبــــــه             يصبو إليَّ فهل يُرجــــى تلاقينا

بالأمس كنا وهمسُ الوصلِ يجمعنا            واليوم صرنا وطيف البعد يُثنينا

إني على العهد ما دامت جوانحنــا             تهفـــــو إليكــــم واللُّقيــا تُمنينــا


سعيد عمر
من المعترك

ســـــلام الوداع



ها قــد تهـــــاوت كل القـــلاع               وآن الأوان لوقــف الصـــراع

آن الأوان لحنــي الــــــرؤوس              وطي الطروس وقصف اليراع

آن الأوان لوقــــــف المســــــير             وقطـع الزفير وخفض الشراع

فقد لاح للعيـــــن أن الأمــــاني               لن تستقيـــم بســوق الضيـاع

وأن الزمـــــــان يبيع المعــاني               أمام الشهــــود كسـقـط المتاع

حياة تناهــــت فيهــا المآســـي               كثــوب تناهــــت فيــه الرقاع

ضميــــر يربي شــر المعاصي              كــــراع يربــي ذئابا جيــــاع

فأنــــى لريـــــــم أن يطمئــــن               بأرض جاســــت فيها السباع

وكيف أعيد زمان المعــــــاني                وسيل المهازل دون انقطـــاع

لزمت بوهمي حتى طُعنــــــت               فخر الخيـــال وزال الشعـــاع

فبعدا لوهــــــم أعمى العيـــون              وقض المضاجــــع دون انتفـاع

مات الجـــــــواد وجف الـمداد              وصار الفســـــاد مليـــك يطـاع

فكيف الخـــلاص وسم الأفاعي             سرى في عروقي حتى النخـاع

يا نفس إني رأيـــــت المصيــر             رهن اختيـــار حــر شجــــــاع

فإما ممــــات يحيي النفــــــوس            وإمــا حيــــــاة فيهـــــا خــــداع

فامحِ الدمـــوع وائتِ الجمـــوع             وارمِ عليهــــم ســـــلام الــوداع



سعيد عمر
المنطلق في 31/12/1999

الخميس، 23 أغسطس 2012

أهلا بمحاورات المفترق

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الحبيب السيد النحراوي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلا "بمحاورات المفترق" .. وليت المفترق لم يكن .. أما وقد كان ، فلن يكون سوى افتراق أجساد .. أما الأرواح فهي في عالم الوصال الدائم غير منقطع تناجيها .. وها هي محاورات المفترق تتحدى المسافات وتترجم هذا التناجي الروحي إلى حروف لا تمحى تحفظ قصتنا في سجلات التاريخ .. 

سيدي .. جاءتني رسالتك لتجد عقلا طمست السفاسف فكره ، وقلبا غطت الأحزان شعوره .. وروحا قيد اليأس عزائمها .. ونفسا شوهت الغربة معالمها .. وجسدا زاد الهم نحوله .. فإذا بها ترويني بعد ظمأ .. وتحييني بعد موات .. وتوقظني بعد غفلة ..

نعم سيدي .. لقد مر علينا دهر فقدنا فيه الطريق .. وحرمنا فيه الصديق .. وتوالى علينا فيه ضيق بعد ضيق ، فأعتمت آفاقنا .. وأظلمت سماؤنا .. وغاب شدونا .. وانكسر حلمنا ، فبات الأمل ضعيفا .. وصار الدرب مخيفا .. وأصبحت السفوح لنا مقاما .. وأضحى القعود عن الصعود مراما .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

فلننهض أخي قبل فوات العمر .. ولنغتنم ما بقي لنا من أنفاس .. ولنهتدي بما رسمناه في المعترك من أحلام .. ولنبني على ما شيدناه هناك من نجاح وإنجاز .. فلا زالت الفرصة قائمة .. ولا زال السباق مفتوح .. وها هي الجوائز في آخر الدرب تنادي على ذوي العزائم وأصحاب الهمم ..

أذكرك سيدي بأننا لسنا طيورا داجنة لا تعرف التحليق ، بل نسورا لنا في أفق السماء صولات وجولات .. ولسنا ضباعا نرضي بفتات الذل ، بل أسودا لنا في غابات المجد عرين .. طريقنا الصعب .. وحياتنا الجهد .. وحلمنا قمم الجبال .. وإن كنت قد نسيت فارجع لرسائل المنطلق ..

أخي ها هي يدي إليك تمتد .. فهيا نكمل الطريق معا كما بدأناه معا .. وليكن تواصلنا رغم المفترق بلا انقطاع ..

سعيد إسماعيل عمر

30-5-2007

أولى "محاورات المفترق"

الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على النبي المصطفى ، وبعدأخي الحبيب سعيد عمر السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهفلتكن هذه أولى "محاورات المفترق"  نتواصل بها بعد طول فرقة ، ونتآلف بها بعد عظيم وحشة



نجدد ما أبلاه الزمان ، ونؤسس لما سيكون ونجلِّي لما قد كان ، ونحيي بها "محاورات المعترك" التي قد بدأناها سويا فانتظم بها عقد محبتنا ، وتواصلت بها جدائل أفكارنا ، فعمَّرت زمنا طويلا يسقينا غيثه ، ويظللنا برده ، ويدفع عنا واقع الحياة بتأزماتها ، فنهرب منها لملاقاتها ، ونبتعد عنها للإستعداد لها .


صديقي ، وهاهو الواقع المأزوم قد استفرس بك ، وتأسد عليّ ، فإذا لم يكن للمرء زاد يستعين به؛ توهته الدروب ، وضللته المسالك ، فبات أسيرا ترضخ رأسه سفسفاتها ، وتملك قلبه زخارفها ،وأنَّى له الهروب منها وهي تحاصره من كل جهة ، وتواجهه من كل ناحية . فإذا لم يكن عقلك لي عقل ، وقلبي لك قلب ، وزادنا إلى الله زاد .. تهنا وضعنا.


أخي سعيد : أكتب إليك هذه الرسالة القصيرة وينتظرني حدثين قريبين : أولهما بعد ساعة أو أقل.وثانيهما بعد يومين أو يزيد. أما الأول: فهو امتحان اليوم الأول للسنة الثالثة بقسم اللغة العربية بكلية الآداب. وأما الثاني فهو ابتداء إجازتي الخاصة لمدة عام ، والتي تمت الموافقة عليها بعد صعوبة شديدة ، وهي إجازة للتفرغ للدراسة ، وحسنا فعلوا ، إنها يا سيدي لبشارة طيبة ، أنتظرها بشغف ، إنه "عام العلم " هكذا فليكن . أعدك أنني لن أضيع ثوانيه ، ولن أغفل عن لحظاته ، فليكن هو العام الأول في عمري القصير الذي أتفرغ فيه تفرغا كاملا للعلم ، وإن أمامي أمانيا كبارا وضعنا بذرتها سويا ، وآمل من الله تعالى تحقيقها .


فليكن صنيعنا الجد ، وطريقنا الصعب ، وهمتنا البركان ، ونومنا الغفوة ، وزادنا التمرة ، ومركبنا الخطوة ، وهدفنا قمة الجبل ، وغايتنا من ليس لنا سواه ، ولا نرجو غيره ، ولا نعمل إلا له ، فهو قريب قريب ، سميع مجيب ، يمنع عنك ليعطيك ، ويمتحنك ليمنحك ..


أخي الحبيب ، لتكن أولى محاوراتنا تحديد للهدف ، ورسم للطريق ، حتى لا تضيع محاوراتنا سفسطة بغير ثمرة ، وجدل عقيم بغير فائدة : لفظ مشقشق ، وجل منمق ، وزخرفات مرتبة .. فإذا بحثت فيها عن معنىً يأسرك ، أو فكرة تدفعك ، أو غورا من الأمر يشدك ويجذبك .. فلا تجد .لا يا صاحبي ، فإنما يحكم الكلام معانيه ، ويصوغ اللفظ فكر صاحبه ، وترقد هنالك "حالات المعاني " فمنها يستمد معنى ، وعليها يقوم فكر. أخي فلنمزج اللفظ بالفكر فيقوده ، ونوشِّج الفكر بأمهات المعاني فيلزمه ، فإنما كلامنا : لغامض نجلِّيه ونوضحه ، أو لمخبوءٍ نفلقه ونظهره ، أو لمختلط نزيل اللبس عنه ونبينه . وهل هناك غير هذه الثلاثة تستحق منا الجهد ، وتستلزم منا البذل !! أن نعرِّف بفكر مخبوء ليس له وجود ، أو فكر موجود غير أنه مختلط مشوب ، أو فكرة جديدة نسعى للكشف عنها والتنظير لها؛ كل هذا على مستوى العقل فكره . أما على مستوى القلب فليكن صنيعنا : إما أن نستشعر (معنى) لم نبلغه ، أو نحقق عاطفة عايشناها بيد أنا لم نبلغ الغاية منها.وليكن عنوان ذلك كله : خُلُق يظهر أثره ، وتفوح قيمه ، وتبدو معالمه.


أخي سعيد لا يصلك خطابي هذا إلا على الجد محمله ، العزم مركبه .ولا يصادفن منك إلا عصبا بغير لحم؛ فما الإنسان بالجسد ، ولا المرء بالبنيان ، وإنما بما استقر في باطنه من مجريات الفكرة والشعور .أخي إن ما مضي من الفائت ،أدعى بنا لأن نغتنم ما في أيدنا قبل أن يفوت ، وكفانا من معظم العمر ضياعه ، فهيا بنا لنخط لأنفسنا طريقا بدأناه ، ونخيط لنا ولغيرنا ثوبا قد نسجناه؛ غير أنا نحتاج إلى تفصيله وحياكته بما يتناسب مع الغاية التي نسعى لها.


أخي الحبيب فلنضع لأنفسنا منهجا نسير عليه ، وخطوا نستبق إليه ، فيكون لنا عنوانا وعلينا دليلا ، فقد كثر اللغط ، واستحكم الغلط ، وطفا على السطح كل قبيح ، وقعد عن المواجهة كل مجاهد غيور ، قوي جسور ، يملك من أسباب النصر والتمكين ما يقيم به الدعائم ، ويبني عليه القواعد ، غير أنه ما زال لا يحسن الوجهة ، أو يحبسه ضعف الهمة.


سعيد إنني اشتاق إليك اشتياق الرفيق في الصحبة ، والنديم في الخلوة ، والأخ الصدوق في وقت المحنة ، فهل لك في مدٍ لساعديك فإن البحر متلاطم أمواجه ، متدارك خطبه ،حالك ليله ، متشعبة مسالكه ودروبه ، فهيا بنا نُمسك كفا بكف ، ونضع قلبا على قلب ، ونمزج روحا بروح .. فإن في التقائنا قوة ، وفي تجمعنا عين الفتوة ، وفي توحدنا النصر المبين .


أخي الحبيب لتكن هذه هي أول وثيقة من وثائق "محاورات المفترق" عرضت فيها لجملة الأهداف التي أرى من الواجب أن تجمعنا ، ( قلب وعقل وخلق ) وتبقى بعد ذلك الآليات والوسائل .فإن اتفقت معي على الهدف فلتحدد لنا الوسائل التي سوف نتحاور فيها مبتدءا ذلك برؤوس الموضوعات المقترحة وطريقة اللقيا حولها ، وإلا فأضف أو احذف منها ما شئت ، وليكن ذلك كتابة قبل مشافهة .


أخي الحبيب لو شئت أن تسمي رسالتي إليك ..



السيد النحراوي الأحد 27/5/2007


الأحد، 3 أكتوبر 2010

اللحن الهارب


يا لحــــنا عشــــت أردده
ما بال الخـــــوف يبـدده
النجــــم الساطـــع لي أملٌ

يدنـــو واليأس يباعــــده
ما حيلـــة صـــــبٍ يشغله

طيف بالوهـــــم يواعـده
أيضيــــع العمـــر ويذهبه

بحثا عن حســــن يسعده
أم يجثــــو في ظلمـــة دارٍ

القبــــــح بهــا يتوعــــده
أيكون النجــــم له سكنــــاً

أم قاع الحســــرة مرقده
لا أبغــــي شبابا أنثــــــره

حبا في حقــل يفســــــده
ما بالي أنثــــــره وهمــــا

في وجه الريح فتجحــده
إني والشــــــك يساورنـي

في أمـــر بـــت أفنـــــده
أبدو كغـــــريق في بحــــرٍ

موج كالطـــــود يعربده
لكن العزْمــــــــةَ أيقظهــــا

ضــــوء بفؤادي أشهـده
فالغصن الواجم في روحي

غنى وتراقـــــص أملـده
وسحــــاب أعتم لي أفقـــي

أخذت تنجــاب رواكـــده
إن كان الحلـــــم ذرا جبــل

من حَرِّ الجمر سأصعده
أو كان مليكـــــا في عرش

سيَعِنُّ خضوعا أصيــده
فاللحن الهارب من زمنــي

قيثارة قلبـــــي تنشــــده



سعيد عمر
نوفمبر 1999
من المنطلق

الأربعاء، 29 سبتمبر 2010

طيف الحبيب

يا طيف حبيـــــــــــــــــب أجهله

يستلـــــــــــــــــب اللـب ويشغــلـه
إن كان الوصل لنا أجلاً

ما بال الــــــــــــــــقدر يؤجــــــــــله
فالماء الجـــــــــــــــــــاري أنهاراً

فاضت بالروض جداوله
والحقل الزاخر أزهــــــــــــــــاراً

أعطت بالجـــــــــــــود سنابله
والدَوْحُ الوارف أشجـــــــــاراً

صاحت بالشــــــدو بلابله
فلماذا قلبــــــــــــي ظمـــــــــــــــــــآنٌ

يبكـــــــــــــــــي والوجـــــــــــــد يُقَتِّله
مسلوب البسمة حــــــــيرانٌ

يشقى وتُسَـــــــــــــــــــرُ عواذله
يمضي كضرير يلتمس

ضـــــــــــــوءً والناس تضلله
عيناه تفتـــــــــــش عن حـلم

وعصــــــــــــــــاه بيده تخـــــذله
ما كاد يغنـــــــــي في درب

حتى تنطفــــــــــــــئ مشاعله
إني ملاح في بحــــــــــــــــــــــر

قد ســـــــرقت منه سـواحله
من لي بالحب فيرشدني

وتريح النفــــــــــــــس شمائله
فالنور بعَيْنَــــــــــــــــيْ فاتنــــــةٍ

لا أدري أيـــــــــــــــــــــــن أقابلـه



سعيد عمر
أكتوبر 1999

الجمعة، 24 سبتمبر 2010

عاشق الأوهام

بنيت القصــر فلم تسكنيــــــــه
كتبت الشعر فلم تقرأيـــــــه
رويــت الرياض بمــــاء الوداد 
فشاب الزهر ولم تقطفيـــــه 
أنا من هويتك حتى سكنــــــت  
في مقلتيــــك فلم تمنعيــــــه 
 أنا من بكيتك حتى انتهيـــــت
فهل في عيونك ما تذرفيـــه 
 صنعت بدمعــي نهرا عظيمــا
يشكــــو إليك فلم توقفيــــــه 
 غرق الفؤاد بنهـــــر الدمــوع
نادى عليك فلــــم تنقذيــــــه 
 عمري يئن كوتر حزيـــــــــن
شئت بصدك أن تقطعيــــــه 
 كأن الصدود شــراب لديــــــك
شاءت عيونك أن أرتويــــه 
 أنا من سكنت صـروح الخيال
فخـــر الخيال على ساكنيــه 
 فأين السراب الذي كان يومـــا
يغازل دربـــي ولا أحتويــه 
 وأين الضياء الذي كان دومـــا
يزيد العيون شرودا وتيـــــه 
 فلا بضياء الحبيب اهتديـــــت
ولا بظــلام النوى أقتفيـــــه 
 أعيدي زمان الخيال فإنـــــــي
عشقتك وهما كــم أشتهيــــه 
 أعيدي زمانا فيه ارتضيــــــت
جفاء الحبيب ومن يرتضيـه 
 أعيدي زمانا فيه انتبهـــــــــت
لدرب الخداع فأسرعت فيـه 
 فعشقك ليس سبيـــــــلا إليـــك
ولكن ضلال لمن يبتغيــــــه

سعيد عمر 
2 / 10 / 2000

أصبحت ملهمتي

أمعنت في عينيك فانكشف الدجــى
وتهيجت من سحــرها أشجانـي
ورحـــــلت أبحث فيهما متعطشـــا 
عن غنوتي وصــــبابتي وبيانـي 
 فأخــــــذت أنهل منهما مستعـــذبا
حتى طربت وغردت ألحـــاني 
 فإذا القــوافي قد تناهى حسنــــها
تنســــاب نهرا هائم الجــــريان 
 وتدفق القلب الشجـــي جــــداولا
تروي ظما الأحواض والوديان 
 هذا غــــنائـي قد تردد في الربــا
تشــــدو به الأطيار في الأكوان 
 يا سلوة جـــاد الزمـان بحسنـــها
فنسيــــت ما لاقيت من حرمان 
 قد كنـــت قبلك عاشقا لعبـــت به
أوهـــامه .. حــب بلا خفقــان 
 قد كنت قبلك حاكما سخـــرت به
أيامــــه .. مــلك بلا سلطـــان 
 قد كنـــت قبلك شـــاعرا ألقت به
أحزانه في مسبـــح الحيتـــــان 
 قد كنت قبلك فارســــا غدرت به
أحــلامه واغتيل في الميــــدان 
 جبـــت المدائن باحثا عن غنـــوة
فلطـــالما حلمــــت بها أوزاني 
 ورجعت من زمن الدمامـة يائسا
ونعيــــق بوم الليــل في آذانــي 
 الأرض قد صارت ظلاما دامسا
القبــــح فيها شـــــاهني وبراني 
 وظننـــت أن الفجــر ودع مقلتي
والليل قد نســجت به أجفــــاني 
 وإذا بضــوء من عيونك لاح لي
وإذا بهمســــك رق لي ودعاني 
 فوجـــدت أنغام الزمان تجمعــت
وترنمــــت في تلكمـــا العينــان 
 والآن يا ضوء الرجـاء وفرحتي
وقصيدتـي وقيثارتــــي وبنانــي 
 لو أنني استلهمـــت لحنا واحــدا
من ناظريك الســـاحرين كفانـي 


سعيد عمر
25 / 7 / 2006

الجندل الرابع والعشرون

في مثل هذه اللحظات من العام الماضي كتبت قائلا:

"لقد ألقى بي الشلال من فوق الجندل الثالث والعشرين ليدفعني التيار سائرا بي إلى جندل جديد ..."
وقلت ساعتها بأن هذه العبارة تكفي وحدها كصورة لكل من أراد أن يتعرف على تاريخي!!

والآن .. وبعد أن ألقى بي الشلال من فوق الجندل الرابع والعشرين، فإنني أتساءل: كم بقي من الجنادل أمامي في مجرى النهر؟

آه أيها النهر الطويل الجامح .. هلا هدأت .. أو انتهيت !!


سعيد عمر
الثانية عشرة والنصف
من منتصف ليل السبت
16 / 3 / 2001
من المنطلق

خلفي لموعدكم

بسم الله الرحمن الرحيم

سيدي/ أ. سعيد إسماعيل عمر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بلغني أن سيادتكم قد آلمكم خلفي لموعدكم، وانتقاصي لحق من حقوقكم .. ولقد أبلغني من أبلغني ـ فإن صدق من أبلغني ـ قولكم بالنص:
"بأن السيد نزل من نظري" أو "نقص في نظري"
لست أعرف سيدي ما الذي حدث فجعل ما كان كبيرا يصغر .. وما كان مكتملا عندك ينقص .. خلفي لموعدكم هذا الذي حدث، فيا ترى أحدث كبير أم حدث صغير هو؟!

كي أحكم على الحدث لا بد من معرفة حدوده كي أقيمه بحجمه .. ومن ثم أقدر ما قد يترتب عليه .. ولأنك لم تعرف ما الذي حدث، فإنك لن تستطيع أن تقدر حجمه .. وبالتالي فمن الخطا الحكم على (ظاهرة) غير واضحة المعالم ... هذه واحدة!!

الثانية سيدي، سعيد:
كنت أظن ـ والحمد لله أنني لم أوقن وإلا كان من الممكن أن يضيع عندك يقيني ـ أن المعاني ثرية في ذاتها .. ثرية في أضدادها .. ما لم تقم بذاتها .. ومعنى هذا: أن شعور الضيق النفسي قد أصابك حين تركتك وانصرفت .. هذا معنى ..

وكان أولى أن تمزج هذا بهذه .. أي بالعفو منك لما بدر مني .. فيقابل شعور العفو منك لي، الغضب مني لك .. فغن الذي أوقن منه أننا نتعامل في حدود المعاني قبل الأحداث .. والشعور الحي المتدافع قبل النمطية الحياتية السقيمة.

سيدي، سعيد .. لا يحزننك أن قد كنت صغيرا في هذه .. فقد أسعدني كبرك فيها .. ولا يؤلمنك كوني تقازمت ـ إن كان التقزم حينئذ بيدي ـ فقد يطمئنني لو تكون فيها تعاظمت ..

أخي سعيد ..
يريد بعض الزملاء في عين شمس ترجمة كتاب كامل مقسم على سبعة من الأفراد .. أرجوك أخبرني بثمن ترجمة كل صفحة .. وهل تترجم الصفحة العربي أم تحسب على الصفحة E .. هذه فرصة فأرجو ان تخفض لهم بقدر الإمكان .. 

أخي سعيد ..
أستودعك الله على أمل اللقاء بك ..
واعلم أني أحبك في الله.
والسلام


السيد النحراوي
الاثنين
26 / 3 / 2001