أمعنت في عينيك فانكشف الدجــى | وتهيجت من سحــرها أشجانـي |
ورحـــــلت أبحث فيهما متعطشـــا | عن غنوتي وصــــبابتي وبيانـي |
فأخــــــذت أنهل منهما مستعـــذبا | |
فإذا القــوافي قد تناهى حسنــــها | تنســــاب نهرا هائم الجــــريان |
وتدفق القلب الشجـــي جــــداولا | تروي ظما الأحواض والوديان |
هذا غــــنائـي قد تردد في الربــا | تشــــدو به الأطيار في الأكوان |
يا سلوة جـــاد الزمـان بحسنـــها | فنسيــــت ما لاقيت من حرمان |
قد كنـــت قبلك عاشقا لعبـــت به | أوهـــامه .. حــب بلا خفقــان |
قد كنت قبلك حاكما سخـــرت به | أيامــــه .. مــلك بلا سلطـــان |
قد كنـــت قبلك شـــاعرا ألقت به | أحزانه في مسبـــح الحيتـــــان |
قد كنت قبلك فارســــا غدرت به | أحــلامه واغتيل في الميــــدان |
جبـــت المدائن باحثا عن غنـــوة | فلطـــالما حلمــــت بها أوزاني |
ورجعت من زمن الدمامـة يائسا | ونعيــــق بوم الليــل في آذانــي |
الأرض قد صارت ظلاما دامسا | القبــــح فيها شـــــاهني وبراني |
وظننـــت أن الفجــر ودع مقلتي | والليل قد نســجت به أجفــــاني |
وإذا بضــوء من عيونك لاح لي | وإذا بهمســــك رق لي ودعاني |
فوجـــدت أنغام الزمان تجمعــت | وترنمــــت في تلكمـــا العينــان |
والآن يا ضوء الرجـاء وفرحتي | وقصيدتـي وقيثارتــــي وبنانــي |
لو أنني استلهمـــت لحنا واحــدا | من ناظريك الســـاحرين كفانـي |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق