الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

آخر أطياف الوهم

بسم الله الرحمن الرحيم

ساعة واحدة ويلفظ هذا العام آخر أنفاسه وألفظ أنا الآخر آخر أطياف الوهم ..

ها هي الآن قد تجاوزت الثانية عشرة .. انقضى عصر الأوهام بسقوط آخر معاقله .. والآن أنا في انتظار شعاع ضوء اليوم الجديد .. أعرف، سيكون شعاعا حارقا .. فقد اجتثت الشجرة التي كنت أستظل بها متوهما بأنها العالم، ومتخذا منها مقرا لعشي ..

كانت تذبل شيئا فشيئا .. وكانت ترحل منها الطيور طائرا بعد الآخر .. وكنت في غفلة عن ذلك .. إلى أن جاء اليوم الذي سقطت فيه آخر أوراق تلك الشجرة .. وارتحل آخر إلف من طيورها وتركني وحيدا .. فأفقت لأجد نفسي على الأرض بعد أن أطاحت بي العواصف مع الجذع العاطب ..

لم تعد هناك أشجار .. بل صحاري قاحلة .. وتحول الطائر المحلق إلى طائر داجن عليه أن يجوب الصحاري مترجِّلا بحثا عن الحَبِّ بين ثنايا الصخور .. وإلا فالجوع والموت هو مصيره المحتوم ..

هل انتهت حياة الطائر هكذا؟ يهيم وحيدا بين الحَبِّ والصخور؟ أم أنه كما وجد أليفا من قبل على شجرة الوهم يمكن أن يجد أليفا الآن على أرض الواقع؟

وإذا كان أليف الشجرة قد هجره مع تساقط الأوراق في موسم الجفاف، فهل يقيم معه أليف الأرض مع تفتح البراعم في موسم المطر؟


سعيد عمر
31 / 12 / 2001
من المنطلق

هناك تعليقان (2):